تُعد القطط حيوانات ذكية، ولها شخصيات معقدة، وغالباً ما تتصرف بطرق تعكس مشاعرها وأفكارها. من بين السلوكيات التي تظهر عند بعض القطط هو التصرف بعدوانية تجاه القطط الجديدة التي تدخل إلى بيئتها. هذا التصرف يمكن أن يكون مزعجًا لأصحاب القطط، ويثير تساؤلات حول السبب وراء هذه العدوانية. في الواقع، يُعتبر تصرف القطة بضرب القطة الجديدة تصرفاً طبيعياً وشائعاً في عالم القطط، خاصة إذا كانت القطة الأولى قد عاشت بمفردها لفترة طويلة وتشعر بتهديد في وجود قطة جديدة.

 أسباب ضرب القطة للقطة الجديدة

 1. الغيرة والشعور بالتهديد

   الغيرة هي أحد الأسباب الأساسية التي تدفع القطة الأولى لضرب القطة الجديدة. تشعر القطة الأولى بالغيرة لأن وجود قطة جديدة يعني دخول شريك منافس للحصول على انتباهك واهتمامك. القطط مخلوقات اجتماعية، لكنها قد تكون أيضًا أنانية نوعاً ما وتحب أن تشعر بأنها محور الاهتمام. عندما تظهر قطة جديدة في المنزل، تخشى القطة الأولى أن يتم تهميشها أو أن يفقد اهتمامك بها، مما يدفعها للتصرف بعدوانية لتثبيت سيطرتها على الوضع الجديد.

 2. الحماية الإقليمية

   تعتبر القطط حيوانات إقليمية، وتحب أن تشعر بأن لديها منطقة خاصة بها. عندما يتم إدخال قطة جديدة إلى نفس البيئة، قد تشعر القطة الأولى بوجود تهديد على منطقتها الخاصة بها. يبدأ السلوك العدواني كوسيلة لحماية هذا الإقليم، فهي ترى القطة الجديدة كغريبة تحتاج لإثبات أنها الأقوى والأكثر سيطرة.

 3. التوتر والقلق

   القطط حساسة للتغيرات في بيئتها، وقد يسبب دخول قطة جديدة توترًا وقلقًا للقطة الأولى. إذا لم يتم تعريف القطتين بشكل تدريجي على بعضهما البعض، فقد ينتهي الأمر بأن تشعر القطة الأولى بالتهديد وتقوم بضرب القطة الجديدة كردة فعل على التوتر.

 4. الأنثى غالباً أكثر غيرة وعدوانية

   القطط الإناث عادةً ما تكون أكثر تعلقًا بمنطقتها من القطط الذكور، وقد تكون أكثر عدوانية تجاه القطط الجديدة. في بعض الأحيان، حتى لو كانت القطة الجديدة أنثى، فإن القطة الأولى (الأنثى) قد تشعر بالتهديد على منزلها وحب مالكها، مما يجعلها أكثر غيرة وأكثر رغبة في إثبات نفسها.

 كيفية حل مشكلة ضرب القطة للقطة الجديدة

لحل مشكلة عدوانية القطة الأولى تجاه القطة الجديدة، من المهم اتباع خطوات محددة تهدف إلى تقليل التوتر وبناء علاقة إيجابية بين القطتين. فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تحقيق ذلك:

 1. تقديم القطتين بشكل تدريجي

   عند إدخال قطة جديدة إلى المنزل، من الأفضل تقديمها إلى القطة الأولى بشكل تدريجي. يمكن تخصيص غرفة منفصلة للقطة الجديدة في البداية، بحيث تكون بعيدة عن القطة الأولى. يمكن فتح الباب في أوقات معينة للسماح لهما بمراقبة بعضهما البعض من بعيد، ولكن دون احتكاك مباشر. هذا يمنح القطة الأولى الوقت للتعود على رائحة وشكل القطة الجديدة، مما يقلل من شعورها بالتهديد.

 2. استخدام العلاجات والمكافآت

   يمكن استخدام العلاجات والمكافآت كوسيلة لتعزيز السلوكيات الإيجابية. عندما تتصرف القطة الأولى بشكل هادئ ولا تظهر أي عدوانية تجاه القطة الجديدة، يمكن مكافأتها بطعام لذيذ أو مداعبة لطيفة. هذا يربط وجود القطة الجديدة بمكافآت إيجابية، ويشجع القطة الأولى على قبول الوضع الجديد.

 3. زيادة الاهتمام بالقطة الأولى

   لتجنب الغيرة، من المهم أن تمنح القطة الأولى اهتمامًا إضافيًا وتُظهر لها أنها لا تزال محبوبة. يمكن قضاء وقت خاص معها يوميًا للعب والتفاعل، مما يجعلها تشعر بأنك تهتم بها ولن تتركها لصالح القطة الجديدة. هذه الخطوة تساعد في تخفيف شعور القطة الأولى بالتهديد، وتجعلها أكثر تقبلًا للقطة الجديدة.

4. التأكد من وجود مساحات خاصة لكل قطة

   لتجنب المشاكل المتعلقة بالإقليمية، من المهم توفير مساحات خاصة لكل قطة في المنزل. يمكن وضع صناديق القمامة وأطباق الطعام في أماكن مختلفة، بحيث لا تشعر أي قطة بأنها مضطرة للمشاركة في منطقة واحدة مع القطة الأخرى. توفير مساحات تسلق أو أماكن استراحة عالية يمكن أن يساعد القطط على التمتع بمساحاتها الخاصة والشعور بالأمان.

 5. استخدام الفيرومونات المهدئة

   الفيرومونات المهدئة، مثل بخاخات الفيرومونات الخاصة بالقطط، قد تكون مفيدة لتهدئة الأجواء بين القطتين. هذه الفيرومونات تعمل على تهدئة الأعصاب وتساعد القطط على التكيف مع التغيرات الجديدة. يمكن رش الفيرومونات في المناطق التي تتواجد فيها القطط بشكل متكرر، مما يخفف من حدة التوتر ويقلل من العدوانية.

 6. التفاعل تحت الإشراف

   عند السماح للقطة الأولى والقطة الجديدة باللقاء، من المهم مراقبة تفاعلاتهما بشكل جيد. يمكن استخدام الألعاب لجذب انتباههما وتشجيعهما على التفاعل الإيجابي. إذا بدأت القطة الأولى في إظهار علامات العدوانية، يمكن إيقاف اللقاء وفصل القطتين لفترة قصيرة قبل المحاولة مرة أخرى.

 ما الذي يجب تجنبه عند التعامل مع العدوانية؟

 1. تجنب الصراخ أو معاقبة القطة

   الصراخ أو العقاب الجسدي لن يكون فعالًا مع القطط، بل قد يزيد من حدة التوتر والعدوانية. القطط لا تستجيب للعقاب مثل البشر، والصراخ عليها قد يجعلها تشعر بالخوف منك، مما يضر بالعلاقة بينها وبينك.

 2. عدم إجبار القطط على التفاعل المباشر

   إذا حاولت إجبار القطتين على التفاعل المباشر من البداية، فقد يزيد ذلك من احتمالية العدوانية. من الأفضل السماح لهما بالتفاعل تدريجيًا وتجنب أي مواقف قد تكون مزعجة.

 3. عدم التسرع في التوقعات

   بناء علاقة إيجابية بين قطتين يحتاج إلى وقت وصبر. من المهم أن تكون صبورًا وتسمح للقطتين بالتكيف مع الوضع الجديد بمفردهما. قد تستغرق بعض القطط أسابيع لتقبل بعضها البعض، وهذا أمر طبيعي.

 ملاحظات إضافية

- القطط قد تكون غيورة حتى على البشر، مثل الزوار أو الأطفال الجدد في المنزل. نفس الخطوات يمكن اتباعها لتهدئة القطة إذا أظهرت غيرة تجاه أحد أفراد الأسرة.
- في بعض الأحيان، إذا كانت القطة الجديدة صغيرة، فقد تكون شديدة الحركة وتحب اللعب كثيرًا. هذا قد يزعج القطة الأكبر، ويدفعها لتصرفات عدوانية كرد فعل. من الأفضل مراقبة اللعب بين القطط وإعطاء القطة الجديدة ألعابًا مسلية لترك القطة الأولى تستريح.
---

 خلاصة